18 مارس ما هي فوائد حليب الثدي لطفلك؟
مكونات حليب الثدي تتغير وتتكيف مع احتياجات طفلك
تقدم الرضاعة الطبيعية فوائد غير مسبوقة للأطفال حديثي الولادة والأمهات. يزود حليب الأم الطفل بالعناصر الغذائية التي لن يوفرها الحليب الصناعي أبدًا. فهو يغير من مكوناته ليناسب الاحتياجات الغذائية لطفلك.
في القرن الحادي والعشرين، على الرغم من التحسينات الملحوظة في تركيبة حليب الأطفال، فإن حليب الأم هو غذاء مثالي وكامل لحديثي الولادة خلال الأشهر الستة الأولى من الحياة. كما أنه مصدر مهم للحليب في العامين الأولين من العمر، إذا تم استكماله بأطعمة أخرى.
توصي الجمعيات المهنية الكبرى مثل الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال، والكلية الأمريكية لأطباء النساء والتوليد، والجمعية الإسبانية لطب الأطفال ومنظمة الصحة العالمية، وآخرين، بالرضاعة الطبيعية كمصدر للتغذية للرضع بسبب الفوائد الغذائية المتواجدة فيه، والتي تقوي الجهاز الهضمي للطفل، وجهازه المناعي وصحته النفسية ، حيث تخلق رابطة مع الأم. بل هو غذاء متوازن يحتوي على جميع العناصر الغذائية اللازمة للنمو السليم للمواليد، بالإضافة إلى فوائده المهمة للأم أيضًا.
هل تعلم أن حليبك يتغير مع نمو طفلك؟
حليبك ينمو مع طفلك، بناء على مرحلة نضج الطفل، يخضع حليب الثدي لسلسلة من التغييرات التكيفية، مع أنواع مختلفة من الحليب: الحليب المبكر، اللبأ، الحليب الانتقالي، والحليب الناضج.
- الحليب المبكر:
هذا النوع من الحليب له تركيبة مختلفة على مدى فترة طويلة من الزمن وهو غنى بالبروتين وأقل غنى باللاكتوز من الحليب الناضج لأن الأطفال حديثي الولادة يحتاجون إلى المزيد من البروتين واللاكتوفيرين والحليب. بالنسبة للأطفال الخدج ذوي الوزن المنخفض جدًا عند الولادة (أقل من 1500 جرام)، قد لا يكون هذا النوع من الحليب كافياً لتلبية متطلبات الكالسيوم والفوسفور وأحيانًا للبروتين الضروري، لذلك قد يحتاج إلى مكملات. - اللبأ:
يتم إنتاجه خلال أول 3 إلى 4 أيام بعد الولادة. إنه سائل سميك مصفر. (حجمه من 2 إلى 20 مل)، وهو ما يكفي لتلبية احتياجات المولود الجديد. يحتوي اللبأ على 2 جم / 100 مل من الدهون و4 جم / 100 مل من اللاكتوز و2 جم / 100 مل من البروتين. ينتج 67 كيلو كالوري / 100 مل. يحتوي على نسبة أقل من اللاكتوز والدهون والفيتامينات القابلة للذوبان في الماء مقارنة بالحليب الناضج، ويحتوي على المزيد من البروتينات والفيتامينات التي تذوب في الدهون (أي، أ، ك)، والكاروتينات (التي تعطيه اللون المصفر) وبعض المعادن مثل الصوديوم (الذي يعطيها طعمًا مالحًا قليلاً) والزنك. يحتوي اللبأ على الجلوبلين المناعي أ واللاكتوفيرين بكميات عالية جدًا ثم يتم تخفيفهما بإنتاج الحليب عندما يزداد حجمه، لكنهما يظلان في الحليب. وبالتالي يستفيد المولود من الحماية الفعالة ضد الجراثيم البيئية. يساعد اللبأ المولود على التخلص من العقي (البراز الأول للمولود)، لإنتاج العصيات اللبنية والغلوبولينات المناعية التي تدافع عن الجهاز الهضمي ضد البكتيريا والفيروسات والطفيليات. كما أن له تأثير مضاد للأكسدة يقي الأطفال حديثي الولادة من الأمراض النزفية. - الحليب الانتقالي:
هذا هو الحليب الذي يتم إنتاجه بين اليوم الرابع والخامس عشر بعد الولادة. بين اليوم الرابع والسادس، تزداد حدة إنتاج الحليب، والتي تستمر في الزيادة حتى تصل إلى حجم كبير (حوالي 600 إلى 800 مل / يوم) بين اليوم الثامن واليوم الخامس عشر بعد الولادة.. - حليب الثدي الناضج:
يحتفظ بمجموعة متنوعة من المكونات مثل الماء والبروتينات والكربوهيدرات والدهون والمعادن والفيتامينات، كل هذا يلبي احتياجات طفلك في تطور نموه.
أثناء الفطام، تتغير تركيبة الحليب ويمر بمرحلة مشابهة لتلك التي يحدث فيها اللبأ، لأن الثديين لا يفرغان كثيرًا.
ما هي موانع الرضاعة؟
هناك حالات قليلة يتم فيها منع الرضاعة الطبيعية، وهي محددة جدًا اعتمادًا على الأم أو الطفل.
أسباب الأمهات:
- الأمراض المعدية من نوع فيروس نقص المناعة البشرية/الإيدز، المشاكل الصحية الناجمة عن الاتصال المباشر للهربس على الصدر، الفيروس اللمفاوي من النوع الأول والثاني من الخلايا التائية، الحمى المالطية غير المعالجة، السل النشط من بين أمور أخرى، وكذلك تعاطي المواد السامة (الكحول وأدوية أخرى).
- العلاج الدوائي: في هاته الحالة يجب النظر في المخاطر المحتملة على المولود، باتباع الإرشادات الحالية والتي يصفها طبيبك.
- النظام الغذائي للأم مهم أيضًا، لا يعتبر سوء التغذية من موانع الرضاعة الطبيعية، على الرغم من أن التغذية الكافية أمر مهم جدا، من المستحسن أن تأخذ النساء المرضعات مكملات الفيتامينات والمعادن لتلبية احتياجات الرضاعة الطبيعية الكافية.
- أن تكون المرأة حاملا، فهذا ليس من موانع الرضاعة الطبيعية. لكن، وجب زيادة تناول السوائل والسعرات الحرارية بشكل كبير لضمان زيادة وزن الحمل والتغذية الكافية للرضيع. خلال فترة الحمل، تقل كمية الحليب بشكل طفيف وتحدث تغيرات في تركيبته. في حالات الحمل الخطيرة، يجب على طبيب أمراض النساء أن ينصح المرأة بما عليها فعله، لأن الرضاعة الطبيعية يمكن أن تؤدي إلى حدوث تقلصات.
- تشوهات الثدي: يجب أن يتضمن فحص الثدي قبل الولادة تقييمًا للعوامل التي قد تتدخل في نجاح الرضاعة الطبيعية، مثل أنسجة الثدي (الثدي الأنبوبي أو المسطح)، والتي تتميز بنمو غير كافٍ للثدي. لا تسبب دائمًا تشوهات الثدي وجراحات الثدي السابقة صعوبات في الرضاعة الطبيعية، وفي معظم الحالات لا يمكن التنبؤ بها مسبقًا.
عند الأطفال حديثي الولادة:
- الجالاكتوز في الدم (مرض وراثي) عند الأطفال حديثي الولادة، وهو مانع مطلق للرضاعة، لأن الأطفال المصابين بهذا المرض لا يمكنهم تناول الجالاكتوز، وهو أحد مكونات حليب الام.
ما هي فوائد الرضاعة الطبيعية للأم؟
كما رأينا أعلاه، للرضاعة الطبيعية عدد كبير من الفوائد للطفل (التغذية والجهاز الهضمي والمناعة والصحة النفسية) وللأم كذلك، التي تستفيد من فترات الرضاعة الطبيعية، وتضل محمية من الأمراض عدة كالاكتئاب وتدهور العظام ومن بعض السرطانات أيضًا، بما في ذلك بعض الأنواع الفرعية لسرطان الثدي، خاصة عند النساء اللواتي يرضعن صغارهن لأكثر من عام.
في حالة ألم الثدي، وهو أكثر الأعراض شيوعًا التي يمكن أن تظهر أثناء الرضاعة الطبيعية، من الضروري تعلم كيفية الرضاعة الصحيحة، لأنه في معظم الحالات يكون الألم ناتجًا عن طريقة الرضاعة الغير الصحيحة. وتقع على عاتق اخصائي الرضاعة الطبيعية مسؤولية تقديم النصائح للأم من أجل تحقيق الرضاعة الطبيعية الصحيحة والفعالة.
من المهم أن يتم إبلاغ النساء وأن يكون لديهن معرفة قبل الولادة وبعدها حول فوائد الرضاعة الطبيعية قبل أن تبدأ بها، من أجل الحفاظ على الرضاعة مع مرور الوقت ، ويمكنهن اتخاذ قرار مستنير في هذا الصدد ، بهدف جعل الرضاعة الطبيعية أكثر فعالية واستدامة.
الدكتورة خوانا ماي برينيس سانشيز والدكتورة نوريا إزكويردو مينديز
اخصائيين في امراض النساء والتوليد من وحدة امراض الثدي.
وحدة التوليد في مستشفى كلينيكو سان كارلوس (مدريد).